وأعظم شيء يكون فيه التفاضل هو: الإيمان والتقوى، وهو حقيقة التفاضل، وأي تفاضل تجرد عن الإيمان وعن التقوى فغايته أن يكون من متاع الحياة الدنيا، وفي متاع الحياة الدنيا ينسب الفضل لأهله، والله سبحانه وتعالى لا يقنط صاحب الفضل، بل يؤتي كل ذي فضل فضله في الدنيا أو في الآخرة، لكن ما قيمة الحياة الدنيا وحدها؟ وما متاع الحياة الدنيا؟ إنه متاع غرور زائل، والقيمة الحقيقية هي فيما ينفع عند الله في الدار الآخرة، وما يقرب إلى الله تبارك وتعالى.
لذلك فخير ما يكون فيه التفاضل، وأعظم ما يكون فيه التفاضل هو: الإيمان والتقوى.
ولذلك شيخ الإسلام يقول رحمه الله --وقد تقدم معنا هذا في مبحث الإيمان؛ عندما تحدثنا عن تفاضل أهل الإيمان فيه- كما في الإيمان الأوسط : أعظم شيء يكون فيه التفاضل هو الإيمان. ذكر أن التفاضل يكون بالأعمال الظاهرة، بالاستكثار من الأعمال الظاهرة، والتفاضل يكون في الصفات المشتركة بين الآدميين، فإن الناس يتفاضلون في الطول والقصر، والسواد والبياض، والكرم والشجاعة والعلم.. وهكذا غيرها من صفات البشر، فهذه التفاضل فيها، سنة الله عز وجل، وأعظم شيء يكون فيه التفاضل، وأشد شيء يكون فيه التفاضل هو الإيمان.